زيارة ميدانية لخبراء الفاو لدعم جهود إعادة تأهيل غابات القرم في سلطنة عمان
خبيرة الغابات بمنظمة الفاو، ماريا نوتينين، خلال الجولات الميدانية التي نظمتها هيئة البيئة العمانية
©FAO
في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز المبادرات البيئية المستدامة، استضافت سلطنة عمان فريقًا من خبراء منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) المتخصصين في الغابات والأراضي الرطبة والتغير المناخي. تضمنت الزيارة جولات ميدانية لعدد من مواقع غابات القرم في مواقع مختلفة في السلطنة، حيث تم تقييم الظروف البيئية الحالية لهذه النظم البيئية الحيوية وتبادل الخبرات العلمية.
هدفت الزيارة إلى التحضير لإطلاق مشروع بيئي مستدام يُعنى بإعادة تأهيل ومراقبة غابات القرم. وخلال الاجتماعات، تم التركيز على تحقيق عدد من الأهداف الرئيسية، منها تحديد الجهات المعنية الرئيسية ومساهماتهم السابقة والحالية، وتبادل المعلومات حول الوضع الراهن للمعارف والأهداف والاحتياجات المتعلقة بحصر وإعادة تأهيل ورصد غابات القرم.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور ثائر ياسين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في سلطنة عمان (بالإنابة)، على أهمية هذه المبادرة في تعزيز التعاون الدولي لتحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية المشتركة. وقال: "إعادة تأهيل غابات القرم تعد خطوة أساسية في مواجهة التغير المناخي. ونتطلع إلى تحقيق نتائج ملموسة من خلال هذه الشراكة بين الفاو وسلطنة عمان."
من جانبه، قال المهندس أحمد بن سعيد الشكيلي مدير دائرة صون البيئة البحرية بهيئة البيئة "تمثل غابات أشجار القرم إحدى أهم البيئات الطبيعية التي تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي. ويمكن أن يسهم هذا المشروع بشكل فعّال في دعم جهود سلطنة عمان لحماية النظم البيئية الساحلية وضمان استدامتها".
لعبت هيئة البيئة دورًا محوريًا في هذه المبادرة، حيث تقود جهودًا مستمرة ضمن مشروع الكربون الأزرق الذي يهدف إلى تعزيز قدرة غابات القرم على امتصاص الكربون والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والحفاظ على مخزون الكربون فيها. كما تمثل الهيئة شريكًا رئيسيًا في المشروع المقترح، مستفيدة من خبرتها الواسعة في مراقبة وحماية النظم البيئية الساحلية لدعم أهداف التنمية المستدامة.
تتماشى هذه الجهود مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لا سيما الهدف الخامس عشر الذي يركز على حماية واستعادة النظم الإيكولوجية البرية والأراضي الرطبة ومكافحة التصحر، والهدف الثالث عشر الذي يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التغير المناخي وآثاره. كما تسهم المبادرة في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز قدرة المجتمعات المحلية والنظم البيئية على التكيف مع التغيرات المناخية، مما يعزز التزام السلطنة بتحقيق التنمية المستدامة.