انتقل إلى المحتوى

متلازمة ما بعد فيروس الإيبولا: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
(لا فرق)

نسخة 02:31، 8 مارس 2024

متلازمة ما بعد فيروس الإيبولا (أو متلازمة ما بعد الإيبولا) هي إحدى متلازمات ما بعد الفيروس التي تصيب الأفراد المتعافين من عدوى الإيبولا.[1] تشمل أعراض المتلازمة كلًا من ألم العضلات والمفاصل، ومشاكل العينين، بما في ذلك فقد البصر، والعديد من المشاكل العصبية، بالإضافة إلى مجموعة من العلل الأخرى، التي يصل بعضها إلى درجة شديدة من شأنها إعاقة الفرد عن العمل.[2] على الرغم من إبلاغ تقارير عديدة عن ظهور مجموعة من الأعراض المماثلة التي تلت فترات تفشي مرض فيروس الإيبولا خلال العشرين سنة الأخيرة، لم يبدأ العاملون الصحيون في استخدام هذا المصطلح حتى عام 2014 حين استخدموه للإشارة إلى مجموعة من الأعراض المرصودة لدى الأفراد المتعافين من هجمة حادة لمرض فيروس الإيبولا.[3]

العلامات والأعراض

كان الباحثون على دراية بمجموعة من الأعراض التي تلت مرض فيروس الإيبولا بشكل متكرر خلال 20 سنة، لكن لم تبدأ التقارير في الإبلاغ عنها على نطاق واسع حتى عام 2014 إذ تزامنت تلك الفترة مع أعداد كبيرة من الناجين الذين تغلبوا على هذا الوباء القاتل في غرب أفريقيا.[4][5] قد تتظاهر متلازمة ما بعد الإيبولا بأعراض مثل ألم المفاصل، وألم العضلات، وألم الصدر، والإعياء، وفقدان السمع، وفقدان الشعر، وانقطاع الحيض بالإضافة إلى ضعف طويل الأمد في الصحة. أبلغ بعض الناجين عن معاناتهم من مشاكل عصبية بما في ذلك مشاكل في الذاكرة ونوبات الهلع. يعاني الناجون أيضًا فقدان البصر بشكل متكرر وفقًا للتقارير، بالإضافة إلى الألم، والالتهاب وضبابية الرؤية في العينين. في عام 2015، نشرت مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين ورقتين بحثيتين حول أعراض متلازمة ما بعد الإيبولا التي شملت الخمول، وألم العضلات، وفقدان الشعر وفقد البصر، الذي يصل في كثير من الحالات إلى درجة قريبة من العمى، إلى جانب التهاب العنبية.[6][7]

الآلية

على الرغم من إحراز تقدم ملحوظ في هذا الصدد ما من شأنه تقديم مساعدة محتملة للناجين من الإيبولا، ما تزال هناك حاجة إلى تمويل أفضل وأبحاث إضافية من أجل توفير المزيد من الإجابات المتعلقة بمتلازمة ما بعد الإيبولا.[8]

تكشف الدراسات من حالات التفشي السابقة أن الفيروس قادر على النجاة في بعض مناطق الجسم لمدة أشهر عديدة بعد الشفاء من المرض، مثل العينين والخصيتين، إذ لا يمكن لجهاز المناعة الوصول إليها. ما يزال من المجهول حتى الآن ما إذا كانت الأعراض العصبية التي يعاني منها الناجون ناجمة بشكل مباشر عن الفيروس أم محرضة بشكل غير مباشر كنتيجة لاستجابة جهاز المناعة على العدوى بالفيروس. من المعروف أيضًا أن فيروس الإيبولا قادر على تحريض حالة شديدة من عاصفة السيتوكين التي تؤدي بدورها إلى النزف في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، ما من شأنه تفسير الأعراض العصبية التي أبلغت التقارير عنها.[9]

التشخيص

بالنسبة إلى التشخيص، قد يظهر الفرد حساسية تجاه الضوء أو قد يعاني من احمرار العينين في حالة الاشتباه بوجود مشاكل عينية. من الناحية العصبية، ينبغي مراقبة التنسيق، والمشية وعلامات التحرير الجبهي لدى الفرد.

الإنذار

استمرارية الفيروس وانتقاله

استطاع برينارد وآخرون في مراجعة لهم الكشف عن وجود فيروس الإيبولا لدى ما يقارب 3 من أصل 4 عينات سائل منوي (عائدة إلى 18 ناجٍ من الإيبولا) بعد 4 أشهر تقريبًا من العدوى الأولية بالفيروس، مع أخذ العينات الإيجابية الأخيرة خلال فترة تزيد عن 6 أشهر (203 يوم) من حدوث العدوى بالفيروس. أشار جانب آخر لدى الناجين من الإيبولا إلى إمكانية انتقال الفيروس جنسيًا، إذ أمكن رصد الفيروس في السائل المنوي بعد تسعة أشهر من إعلان خلو هؤلاء الأفراد من الإيبولا. استطاعت دراسة لعام 2017 كشف وجود الفيروس في السائل المنوي لبعض الرجال بعد أكثر من عامين على تعافيهم من العدوى الحادة بالفيروس، إذ أظهرت إحدى هذه الحالات استمرار وجود الرنا الفيروسي للإيبولا لمدة تصل إلى 40 شهر بعد المرض.[10][11]

في بداية عام 2021، بدأ تفشي مرض فيروس الإيبولا في غينيا ما أدى إلى 18 إصابة و9 وفيات، إذ اعتُقد أن سبب التفشي عائد إلى أحد الناجين من تفشي المرض في غرب أفريقيا. تسبب هذا الفرد على ما يبدو في نقل العدوى إلى امرأة في غينيا بعد أكثر من 5 سنوات على إصابته بعدوى الفيروس. [12]

الأبحاث

يعمل باحثون من المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (إن آي إن دي إس) بالتعاون مع شركاء الأبحاث الليبيريين في دراسة متابعة مدتها 5 سنوات على مجموعة من 1500 فرد من الناجين من الإيبولا في ليبيريا. يخضع الناجون لعملية التقييم كل 6 أشهر؛ انتهى الباحثون من عملتي متابعة حتى أكتوبر 2017. يعمل الباحثون على تتبع حالات الانتكاس واستمرارية الفيروس، بالإضافة إلى تحديد سمات العقابيل الموجودة في مختلف أجهزة الجسم وإجراء الدراسات السريرية على التداخلات الدوائية واللقاحات.[13]

تعاون المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية مع دولة ليبيريا لإطلاق دراسة بريفيل III (شراكة من أجل أبحاث لقاحات الإيبولا في ليبيريا III) في أواخر عام 2014، إذ يمثل هذا العمل التعاوني دراسة حول الناجين وغيرهم من الأفراد الذين كانوا على تماس شخصي معهم. وصفت النتائج الأولية لهذه الدراسة مجموعة من التحديات البطنية، والصدرية، والعصبية، والعضلية الهيكلية والعينية التي يتعرض لها الناجون.[14]

استقصت دراسة بريفيل IV بدورها فعالية دواء «جي إس - 5734» وقدرته على المساعدة في التخلص من رنا فيروس الإيبولا المعند في السائل المنوي لدى الرجال، والتقليل بالتالي من الانتقال المحتمل للفيروس عبر الاتصال الجنسي.

استقصت دراسة بريفيل VII وجود دليل على رنا فيروس الإيبولا في الخلط المائي للعين لدى الناجين من الإيبولا بالإضافة إلى اختبار نتائج جراحة الساد لديهم مقارنة بمجموعة السكان المحليين. [15]

في عام 2018، بعد انقضاء أكثر من عامين على انتهاء تفشي الإيبولا في شرق سيراليون، بدأت دراسة على الناجين من الإيبولا مع استخدام عائلاتهم كمجموعة مضبوطة. نُشرت هذه الدراسة في عام 2021، وتمكن الباحثون بالاستناد إلى نتائجها من رصد العملية الكامنة خلف الأعراض المستمرة والمعندة لدى بعض الناجين من الإيبولا وليس جميعهم. تشير بعض الفرضيات إلى أن «الالتهاب المستمر ناجم عن العدوى المعندة مقابل ظواهر المناعة الذاتية». يشير الباحثون إلى وجود حاجة لمزيد من الدراسات من أجل التوصل إلى استنتاجات دقيقة حول سبب استمرار اختبار بعض الناجين لعلل ما بعد المتلازمة.[16]

المراجع

  1. ^ Scott JT، Sesay FR، Massaquoi TA، Idriss BR، Sahr F، Semple MG (أبريل 2016). "Post-Ebola Syndrome, Sierra Leone". Emerging Infectious Diseases. ج. 22 ع. 4: 641–6. DOI:10.3201/eid2204.151302. PMC:4806950. PMID:26983037.
  2. ^ Burki TK (يوليو 2016). "Post-Ebola syndrome". The Lancet. Infectious Diseases. ج. 16 ع. 7: 780–781. DOI:10.1016/S1473-3099(15)00259-5. PMID:27352759.
  3. ^ Yasmin S. "Why Ebola Survivors Struggle with New Symptoms". Scientific American (بالإنجليزية). Retrieved 2020-05-27.
  4. ^ Farge E، Giahyue JH (4 فبراير 2015). "Free from Ebola, survivors complain of new syndrome". Reuters. Dakar, Monrovia. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-12.[وصلة مكسورة]
  5. ^ "Clinical care for survivors of Ebola virus disease" (PDF). WHO. World Health Organization. اطلع عليه بتاريخ 2016-08-05.
  6. ^ Varkey JB، Shantha JG، Crozier I، Kraft CS، Lyon GM، Mehta AK، وآخرون (يونيو 2015). "Persistence of Ebola Virus in Ocular Fluid during Convalescence". The New England Journal of Medicine. ج. 372 ع. 25: 2423–7. DOI:10.1056/NEJMoa1500306. hdl:2328/35704. PMC:4547451. PMID:25950269.
  7. ^ Epstein L، Wong KK، Kallen AJ، Uyeki TM (ديسمبر 2015). "Post-Ebola Signs and Symptoms in U.S. Survivors". The New England Journal of Medicine. ج. 373 ع. 25: 2484–6. DOI:10.1056/NEJMc1506576. PMID:26672870.
  8. ^ "Ebola survivors: What happens next?". Foundation for Biomedical Research. مؤرشف من الأصل في 2015-07-10. اطلع عليه بتاريخ 2015-07-08.
  9. ^ Clark DV، Kibuuka H، Millard M، Wakabi S، Lukwago L، Taylor A، وآخرون (أغسطس 2015). "Long-term sequelae after Ebola virus disease in Bundibugyo, Uganda: a retrospective cohort study". The Lancet. Infectious Diseases. ج. 15 ع. 8: 905–12. DOI:10.1016/S1473-3099(15)70152-0. PMID:25910637.
  10. ^ Fischer WA، Brown J، Wohl DA، Loftis AJ، Tozay S، Reeves E، وآخرون (2017). "Ebola Virus Ribonucleic Acid Detection in Semen More Than Two Years After Resolution of Acute Ebola Virus Infection". Open Forum Infectious Diseases. ج. 4 ع. 3: ofx155. DOI:10.1093/ofid/ofx155. PMC:5897835. PMID:29670927.
  11. ^ Sneller MC، Reilly C، Badio M، Bishop RJ، Eghrari AO، Moses SJ، وآخرون (مارس 2019). "A Longitudinal Study of Ebola Sequelae in Liberia". The New England Journal of Medicine. ج. 380 ع. 10: 924–934. DOI:10.1056/NEJMoa1805435. PMC:6478393. PMID:30855742.
  12. ^ Kupferschmidt, Kai (12 Mar 2021). "New Ebola outbreak likely sparked by a person infected 5 years ago". Science (بالإنجليزية). DOI:10.1126/science.abi4876. Retrieved 2021-03-19.
  13. ^ Massaquoi MB، Kennedy SB، Tegli JK، Bolay FK، Kateh FN (أبريل 2016). "Fostering collaboration on post-Ebola clinical research in Liberia". The Lancet. Global Health. ج. 4 ع. 4: e239. DOI:10.1016/S2214-109X(15)00323-X. PMID:27013310.
  14. ^ Jagadesh S، Sevalie S، Fatoma R، Sesay F، Sahr F، Faragher B، وآخرون (يناير 2018). "Disability Among Ebola Survivors and Their Close Contacts in Sierra Leone: A Retrospective Case-Controlled Cohort Study". Clinical Infectious Diseases. ج. 66 ع. 1: 131–133. DOI:10.1093/cid/cix705. PMC:5833946. PMID:29020205.
  15. ^ Eghrari, Allen O.; Shantha, Jessica G.; Ross, Robin D.; Ryn, Collin Van; Crozier, Ian; Hayek, Brent; Gradin, Dan; Roberts, Ben; Prakalapakorn, S. Grace; Amegashie, Fred; Nishant, Kumar (4 Jan 2021). "Efficacy and Safety Outcomes of Cataract Surgery in Survivors of Ebola Virus Disease: 12-Month Results From the PREVAIL VII Study". Translational Vision Science & Technology (بالإنجليزية). 10 (1): 32. DOI:10.1167/tvst.10.1.32. ISSN:2164-2591. PMC:7838547. PMID:33520427.
  16. ^ Bond، N. G.؛ Grant، D. S.؛ Himmelfarb، S. T.؛ Engel، E. J.؛ Al-Hasan، F.؛ Gbakie، M.؛ Kamara، F.؛ Kanneh، L.؛ Mustapha، I.؛ Okoli، A.؛ Fischer، W.؛ Wohl، D.؛ Garry، R. F.؛ Samuels، R.؛ Shaffer، J. G.؛ Schieffelin، J. S. (2021). "Post-Ebola Syndrome Presents With Multiple Overlapping Symptom Clusters: Evidence From an Ongoing Cohort Study in Eastern Sierra Leone". Clinical Infectious Diseases. ج. 73 ع. 6: 1046–1054. DOI:10.1093/cid/ciab267. PMC:8442780. PMID:33822010.
pFad - Phonifier reborn

Pfad - The Proxy pFad of © 2024 Garber Painting. All rights reserved.

Note: This service is not intended for secure transactions such as banking, social media, email, or purchasing. Use at your own risk. We assume no liability whatsoever for broken pages.


Alternative Proxies:

Alternative Proxy

pFad Proxy

pFad v3 Proxy

pFad v4 Proxy