حروب روسيا و تركيا
الحروب الروسية التركية ( Russian: Русско-турецкие войны, romanized: Russko-turetskiye voyny ) أو الحروب الروسية العثمانية ( Turkish ) كانت سلسلة من اثنتى عشرة حرب دارت بين الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية العثمانية بين القرنين الستاشر والعشرين. كانت واحدة من أطول سلاسل الصراعات العسكرية فى تاريخ اوروبا .[3] باستثناء حرب 1676-1681 (المتنازع عليها)، وحملة نهر بروت وحرب القرم ، انتهت الصراعات بخساير للإمبراطورية العثمانية، اللى كانت تمر بفترة طويلة من الركود والانحدار ؛ وعلى العكس من كده، فقد أظهرت دى الصراعات صعود الإمبراطورية العثمانية. روسيا كقوة أوروبية بعد جهود التحديث اللى بذلها بطرس الاكبر فى أوائل القرن التمنتاشر.[4][5][6]
تاريخ
[تعديل]بداية الصراع (1568-1739)
[تعديل]قبل بطرس الاكبر
[تعديل]حرب روسيا و تركيا (1568-1570) اندلعت بعد غزو قازان وأستراخان على ايد القيصر الروسى إيفان الرهيب . حاول السلطان العثمانى سليم التانى إخراج الروس من منطقة نهر الفولغا السفلى بإرسال حملة عسكرية لأستراخان سنة 1569. انتهت الحملة التركية بكارثة بالنسبة للجيش العثمانى ، اللى لم يتمكن من الاستيلاء على أستراخان وهلك بالكامل بالتقريب فى السهوب، فى الوقت نفسه تحطمت الأسطول العثمانى فى بحر آزوف .[7] عززت معاهدة السلام بين الجنبين حكم روسيا على نهر الفولغا، لكن سمحت للإمبراطورية العثمانية بالحصول على عدد من الفوائد التجارية. استمرت خانية القرم ، التابعة للعثمانيين، فى توسعها ضد روسيا القيصرية ، لكن انغلبت فى معركة مولودى سنة 1572.وبدأ الصراع اللى بعد كده بين روسيا وتركيا بعد 100 عام فى إطار الصراع على أراضى أوكرانيا. فى حين احتلت روسيا الضفةالشمال لأوكرانيا بعد الحرب الروسية البولندية (1654-1667) ، قامت الإمبراطورية العثمانية، وقت الحرب البولندية العثمانية (1672-1676) ، ببسط حكمها على كامل الضفة اليمنى لأوكرانيا بدعم من تابعها بيترو دوروشينكو (1665-1672). تسببت سياسة الأخير المؤيدة للعثمانيين فى استياء الكتير من القوزاق الأوكرانيين ، اللى انتخبوا إيفان سامويلوفيتش كهتمان وحيد لكل أوكرانيا سنة 1674. سنة 1676، استولى القوات الروسية على تشيغيرين و أطاحت بدوروشينكو، اللى تم نفيه لروسيا. سنة 1677، حاول الجيش العثمانى استعادة تشيغيرين، لكنه هُزم. سنة 1678، تمكن الجيش العثمانى أخير من الاستيلاء على تشيغيرين بعد هجوم دموي، لكن هنا توقف التوسع العثمانى للشمال الشرقي.[8] فى 1679 و 1680، صد الروس هجمات تتار القرم ووقعوا معاهدة باختشيساراى سنة 1681، اللى أسست الحدود الروسية التركية على نهر دنيبر .
بطرس الاكبر و بعده
[تعديل]روسيا انضمت للرابطة المقدسة الأوروبية ( النمسا ، بولندا ، البندقية ) سنة 1686. : 14 أثناء الحرب، نظم الجيش الروسى حملات القرم فى 1687 و 1689 وحملات آزوف (1695-1696) . وفى ضوء استعدادات روسيا للحرب مع السويد وتوقيع دول تانيه على معاهدة كارلوفى فارى مع تركيا سنة 1699، وقعت الحكومة الروسية معاهدة القسطنطينية مع الإمبراطورية العثمانية سنة 1700. و بعد نتائج السلام، تمكنت روسيا من ضم بحر آزوف والحصول على إمكانية الوصول لبحر آزوف. بعد ما غلب الروس السويديين والقوزاق الأوكرانيين الموالين للإمبراطورية السويدية بقيادة إيفان مازيبا فى معركة بولتافا سنة 1709، تمكن كارل الاتناشر ملك السويد من إقناع السلطان العثمانى أحمد التالت بإعلان الحرب على روسيا فى 20 نوفمبر 1710. انتهت حملة بروت اللى قادها بطرس الاكبر بفشل ذريع بالنسبة لروسيا. كان الجيش الروسى بقيادة القيصر محاط بجيش تركى تتارى متفوق عليه، واضطر لالموافقة على شروط سلام غير مواتية، اللى بموجبها أعاد آزوف اللى استولى عليها قبل كده لالإمبراطورية العثمانية.
بحلول أواخر القرن السبعتاشر، كانت إيران الصفوية ، اللى كانت تجاور الإمبراطوريتين و كانت واحدة من أعظم المنافسين لتركيا لعدة قرون (من القرن الستاشر لالقرن التسعتاشر)، فى حالة انحدار شديد. استغلت روسيا والإمبراطورية العثمانية ده الوضع، فاحتلت مساحات واسعه من أراضيها تضم داغستان المعاصرة، وأذربيجان ، وشمال إيران ، اللى استولى عليها بطرس الأول فى الحرب الروسية الفارسية (1722-1723) ؛ واستولى العثمانيين على الأراضى الواقعة للغرب، اللى تضم ارمينيا الحديثة، و أجزاء من شرق الأناضول ، كمان غرب إيران. و تم تأكيد المكاسب اللى حققها كل منهما فى معاهدة القسطنطينية (1724) . لمدة بضع سنين ، كانت الدولتان متاخمتين لبعضهما البعض على طول مساحة كبيرة من الأراضى فى القوقاز،و ده تسبب فى المزيد من الاحتكاكات. روسيا قدرت تأمن وضع دولى ملائم من خلال توقيع معاهدتين مع بلاد فارس فى 1732 و 1735 . واسترجعو كل الأراضى الإيرانية اللى استولوا عليها من سنة 1722 فى شمال وجنوب القوقاز وشمال إيران، وتجنبوا الحرب مع الزعيم الناشئ فى بلاد فارس، نادر شاه . و كانت لهذه المعاهدات جوانب دبلوماسية إيجابية تانيه، حيث أسست لتحالف روسى إيرانى ضد تركيا، فى حين كانت بلاد فارس فى حالة حرب مع الإمبراطورية العثمانية. وفى الوقت نفسه، كانت روسيا تدعم كمان صعود اغسطس التالت لالعرش البولندى فى حرب الخلافة البولندية (1733-1735)، على حساب ستانيسلاف ليسزينسكى اللى رشحه الفرنسيون . و كانت النمسا حليفة لروسيا من سنة 1726.
روسيا دخلت حرب تانيه مع الإمبراطورية العثمانية سنة 1736، بسبب الغارات اللى شنها تتار القرم على أوكرانيا والحملة العسكرية اللى شنها خان القرم فى القوقاز . فى مايو 1736، شن الجيش الروسى غزو على شبه جزيرة القرم و أحرق عاصمة خانية القرم، باختشيساراى . فى 19 يونيو، استولى جيش الدون الروسى تحت قيادة الجنرال بيتر لاسى على آزوف. فى يوليه 1737، اقتحم جيش ميونيخ القلعة العثمانية أوتشاكوف . وفى الشهر نفسه، زحف جيش لاسى (الذى قوامه دلوقتى 40 ألف جندي) لشبه جزيرة القرم، و ألحق بعض الهزايم بجيش خان القرم واستولى على كاراسوبازار . بس، اضطر لاسى وجنوده لمغادرة شبه جزيرة القرم بسبب نقص الإمدادات.[9] النمسا دخلت الحرب ضد تركيا فى يوليه 1737 لكن انغلبت كذا مره. فى اغسطس/آب، ابتدت روسيا والنمسا وتركيا مفاوضات فى نيميروف ، اللى تبين أنها غير مثمرة.[10] وما كانتش هناك عمليات عسكرية كبيرة سنة 1738. اضطر الجيش الروسى لمغادرة أوتشاكوف وكينبورن بسبب تفشى الطاعون. سنة 1739، عبر جيش ميونيخ نهر الدنيبر ، و اتعلبالإمبراطورية العثمانية فى ستافوتشانى ، واحتل حصن خوتين وياشى . لكن النمسا هزمت تانى على ايد الإمبراطورية العثمانية، ووقعت معاهدة سلام منفصلة فى 21 اغسطس/آب. ده، مع التهديد الوشيك بالغزو السويدى ، أجبر روسيا على توقيع معاهدة نيش مع تركيا فى 18 سبتمبر،و ده أنهى الحرب.
الهزيمة التدريجية للإمبراطورية العثمانية (1768-1878)
[تعديل]كاترين العظيمة
[تعديل]بعد حادثة حدود فى بالتا، أعلن السلطان مصطفى التالت الحرب على روسيا فى 25 سبتمبر 1768. شكل الأتراك تحالف مع قوات المعارضة البولندية لاتحاد بار ، روسيا كسبت بدعم بريطانيا العظمى ، اللى عرضت مستشارين بحريين على البحرية الإمبراطورية الروسية .[11] فى يناير 1769، غزا جيش تركى تتارى قوامه 70 ألف جندى بقيادة خان القرم قرم جيراى أراضى وسط أوكرانيا. قام تتار القرم والأتراك والنوغيون باجتياح صيربيا الجديدة ، و أخذوا عدد كبير من العبيد . تم صد غاراتهم على ايد حامية قلعة سانت إليزابيث ، بعد كده استمرت الحركة لالبحر الأسود بقيادة قوات الجنرال روميانتسيف .[12][13]
المعارضة البولندية اغلبت ايد ألكسندر سوفوروف ، اللى نُقل بعد كده لمسرح العمليات العثماني، كسب فى 1773 و 1774 بعدة معارك صغيرة وكبيرة بعد النجاحات العظيمة السابقة اللى حققها المشير الروسى بيوتر روميانتسيف فى لارجا وكاجول . العمليات البحرية لأسطول البلطيق الروسى فى البحر المتوسط انتصارات تحت قيادة أليكسى أورلوف . سنة 1771، ثارت مصر وسوريا ضد الحكم العثماني، فى الوقت نفسه دمر الأسطول الروسى البحرية العثمانية بالكامل فى معركة تشيسما .[14] فى 21 يوليه 1774، الإمبراطورية العثمانية مضت معاهدة كوتشوك كاينارجا ، اللى منحت رسمى الاستقلال لخانية القرم ، لكن فى الواقع بقت تابعة لروسيا. روسيا اخدت 4.5 مليون روبل وميناءان بحريان رئيسيان يسمحان بالوصول المباشر لالبحر الأسود . زى ما كانت دى هيا المرة الأولى اللى تتدخل فيها قوة أجنبية بشكل مباشر فى شؤون الباب العالى ، حيث منحت المعاهدة روسيا وضع الحامى على رعايا تركيا المسيحيين الأرثوذكس.[15] سنة 1783، ضمت روسيا خانية القرم . وفى العام نفسه، أقامت روسيا حمايتها على مملكة كارتلى كاخيتى حسب لمعاهدة جورجيفسك . سنة 1787، قامت الإمبراطورة كاثرين الثانية برحلة منتصرة عبر شبه جزيرة القرم ، برفقة ممثلى المحاكم الأجنبية وحليفها جوزيف التانى ، الإمبراطور الرومانى المقدس . و أثارت دى الأحداث والاحتكاكات الناجمة عن الشكاوى المتبادلة بخصوص انتهاكات معاهدة كوتشوك كاينارجا، اللى أنهت الحرب السابقة، الرأى العام فى القسطنطينية ، وقدم السفير البريطانى دعمه لحزب الحرب. سنة 1787 العثمانيين طالبو روسيا إخلاء شبه جزيرة القرم. أعلنت روسيا الحرب، لكن الاستعدادات العثمانية ما كانتش كافية و كان اختيار اللحظة غير مناسب، دلوقتى بعد ما بقت روسيا والنمسا فى تحالف، هيا الحقيقة اللى خرجت للنور بس بعد ما كانت الأحداث جارية بالفعل. تمكن الأتراك من طرد النمساويين من مهدية واجتاحوا منطقة بانات (1789)؛ لكن فى مولدوڤا نجح المشير بيوتر روميانتسيف فى الاستيلاء على ياشى وخوتين . كان القادة العثمانيين غير أكفاء، وتمرد الجيش؛ وفشلت الحملات لإغاثة بيندر وأكيرمان ، واستولى النمساويين على بلجراد ، و اتعلبالجيش الروسى تحت قيادة ألكسندر سوفوروف الأتراك فى معركة ريمنيك واستولى على إسماعيل . استكمل سقوط أنابا سلسلة الكوارث العثمانية.[3] ألحق أسطول البحر الأسود الروسي، اللى تم إنشاؤه قبل سنين بس تحت قيادة الأدميرال أوشاكوف ، سلسلة من الهزايم بالأسطول التركى و استولى على المبادرة فى البحر الأسود. السلطان سليم التالت كان مترددًا فى استعادة هيبة بلاده بالنصر قبل عقد السلام، لكن حالة جيشه جعلت ده الأمل غير مجدٍ. وقعت تركيا اتفاقية مساعدة مع بروسيا فى 31 يناير 1790، لكن لم تتلق أى مساعدة وقت الحرب. وبناء على ذلك، تم توقيع معاهدة جاسى مع روسيا فى 9 يناير 1792، اللى بموجبها تم ترك شبه جزيرة القرم و أوتشاكوف لروسيا، وتم جعل نهر دنيستر الحدود فى أوروبا، و فضلت الحدود الآسيوية دون تغيير.
الصراعات فى القرن التسعتاشر
[تعديل]يعزو غابور أغوستون تراجع القوة العثمانية مقارنة بروسيا لالانكشاريين الرجعيين:
- ورغم كل دى الرسايل والجهود المبذولة علشان التحديث، تمكن الإنكشاريون وحلفاؤهم من إفشال الإصلاحات العسكرية والبيروقراطية والمالية ذات النمط الغربى اللى بدأها السلطان سليم التالت من خلال انقلاب ، لحد أنهم قتلوا السلطان نفسه. وماكانش من الممكن البدء فى إصلاحات جوهرية إلا فى تلاتينات القرن التسعتاشر فى عهد محمود التانى ، اللى دمر الإنكشارية سنة 1826، بعد قرن وربع من تصفية بطرس الاكبر للستريليتسيين . [16]
سنة 1806، ابتدت الدولة العثمانية بتحريض من فرنسا النابليونية حرب جديدة . اندلعت حرب السنين الست الطويلة بالنسبة لروسيا بالتوازى مع الحرب الروسية الفارسية ، والحرب الروسية السويدية ، وحرب التحالف الرابع . ورغم ذلك، غلب الجيش الروسى بقيادة كوتوزوف الجيش العثمانى على نهر الدانوب فى الحملة الحاسمة سنة 1811،و ده جعل من الممكن إبرام معاهدة سلام مفيدة لروسيا، اللى حصلت روسيا بموجبها على بيسارابيا . الإمبراطورية العثمانية حافظت على التكافؤ العسكرى مع روسيا لحد النصف التانى من القرن التمنتاشر، [17] لكن بحلول عشرينات القرن التسعتاشر ماقدرتش الجيوش العثمانية من إخماد حرب الاستقلال اليونانية فى جنوب اليونان . تدخلت القوى العظمى فى أوروبا، وساعدت اليونان على الحصول على استقلالها. بعد معركة نافارينو والحرب الروسية التركية (1828-1829) ، اللى عبر فيها الجيش الروسى لأول مرة جبال البلقان واستولى على أدرنة ، اعترفت تركيا باستقلال اليونان وانتقال ساحل البحر الأسود فى القوقاز لروسيا. وبكده بقت اليونان أول دولة مستقلة تنشأ من جزء من الإمبراطورية العثمانية. أثارت تطلعات الإمبراطورية الروسية للحصول على جزء من الإمبراطورية وقواعد على الجناح الجنوبى لروسيا مخاوف البريطانيين بخصوص الهيمنة البحرية على البحر المتوسط والسيطرة على الطريق البرى لشبه القارة الهندية .[18]
لما روسيا سنة 1853 دمرت الأسطول العثمانى بأكمله فى سينوب ، استنتجت بريطانيا وفرنسا أن التدخل المسلح مع العثمانيين هو السبيل الوحيد لوقف التوسع الروسى الهائل. رغم أن العثمانيين والروس كانو على جانبين متعارضين، جذور حرب القرم اللى تلت ذلك تكمن فى التنافس بين البريطانيين والروس. انتهت الحرب بشكل مش مناسب للروس، مع معاهدة باريس للسلام سنة 1856.[19] وصلت الحروب لانخفاض الروح المعنوية العثمانية وتحويلها لقوة عاجزة،و ده يوضح أن التكنولوجيا الحديثة والأسلحة المتفوقة كانت الجزء الاكتر أهمية فى الجيش الحديث، و هو الجزء اللى كانت الإمبراطورية العثمانية تفتقر ليه بشدة. فى الوقت نفسه كان العثمانيين يقاتلون مع البريطانيين والفرنسيين وحتى البييمونتيين ، كان بإمكانهم أن يروا مدى تخلفهم. ابتدت الأمور تتغير بعد حرب القرم. و نشأ واحد من دى التغييرات لما ابتدا الأوروبيين يرون فرص تجارية فى الإمبراطورية، وارتفعت الأموال الداخلة عن طريق التجارة بشكل كبير. الحكومة كمان اخدت قدر كبير من الأموال الإضافية من نظام ضريبى موحد مع القليل من الفساد. و السلطان عزز قبضته على البايات الإقليميين وزاد الجزية اللى كان يتعين عليهم دفعها. بس، صرف السلطان عبد العزيز الكثير من دى الأموال فى تأثيث و إنشاء قصور عظيمة تنافس القصور فى انجلترا وفرنسا، اللى زارها. كانت الإمبراطورية تمر بثورة، و كانت القومية العثمانية الجديدة تظهر فى كل اماكن الأناضول. وبدا الأمر وكأن من الممكن للإمبراطورية أن تغلب تراجعها.
كان الانهيار النقدى والحكومي، مع التهديد الجديد من روسيا، يعتبر بداية المراحل النهائية لانهيار الإمبراطورية. اضطرت روسيا بسبب حرب القرم لالتخلى عن طموحاتها فى الاستيلاء على العاصمة العثمانية القسطنطينية والسيطرة على مضيق البوسفور . وبدلا من كده قررت التركيز على اكتساب السلطة فى البلقان . كان سكان معظم البلقان من السلاف ، كمان الروس. كما أنهم اتبعوا بشكل أساسى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية ، كما فعل الروس. ولما ابتدت حركات جديدة فى روسيا، زى حركة السلافوفيليين ، فى دخول المنطقة، بقت مضطربة وعرضة للثورة. لما حاولت الحكومة فى القسطنطينية اتخاذ تدابير لمنع الانهيار الاقتصادى فى كل اماكن الإمبراطورية، أدى ذلك لبداية ثورة فى الهرسك سنة 1875. انتشرت الثورة فى الهرسك بسرعة لالبوسنة بعدين لبلغاريا . و بعد قليل دخلت صيربيا كمان الحرب ضد الأتراك. كانت دى الثورات يعتبر الاختبار الاولانى للجيش العثمانى الحديث الجديد. ورغم أن الجيش ماكانش بمستوى المعايير الأوروبية الغربية، فإنه قاتل بفعالية ووحشية؛ وخلال الحرب، نفذ العثمانيين مذبحة باتاك سنة 1876. كتب جانواريوس ماكجاهان ، الصحفى فى جورنال نيو يورك هيرالد وجورنال ديلى نيوز اللندنية، عن الأحداث الرهيبة اللى وقعت بعد زيارته لباتاك مع يوجين شويلر . حسب لمعظم المصادر، اتقتل حوالى 5000 شخص فى باتاك وحدها. و العدد الإجمالى للضحايا فى انتفاضة ابريل حسب أغلب التقديرات حوالى 15 ألف ، [20] و هو ما يدعمه تقرير يوجين شولر المنشور فى جورنال ديلى نيوز ، اللى يفيد بأن 15 ألف شخص على الأقل قتلوا خلال انتفاضة ابريل و دفن 36 قرية فى 3 مناطق.[21] حسب لدونالد كواتيرت، اتقتل حوالى 1000 مسلم على ايد المسيحيين البلغاريين، و علشان كده اتقتل 3700 مسيحى على ايد المسلمين.[22][23]
وبعد قليل ابتدت ثورات البلقان تتراجع. وفى أوروبا، كانت الصحف مليانه بتقارير عن قيام الجنود العثمانيين بقتل الآلاف من السلاف. لحد فى بريطانيا العظمى نشر ويليام إيوارت جلادستون روايته عن الفظائع العثمانية فى كتابه "الأهوال البلغارية ومسألة الشرق" .[24] و أتاحت دى الانتفاضات الفرصة لروسيا، و( الأمير جورتشاكوف ) والنمسا والمجر ( الكونت أندراسى )، اللى عقدوا اتفاقية الرايخستات السرية فى 8 يوليو/تموز 1876، بخصوص تقسيم شبه جزيرة البلقان اعتمادًا على النتيجة.
وفى العام اللى بعد كده ابتدت حرب روسية تركية جديدة . رغم أن الجيوش العثمانية الحديثة كانت تقاتل بشكل احسن من أى وقت مضى، إلا أنها ما كانتش قادرة على منافسة الجيش الإمبراطورى الروسى . دى المرة ما كانتش هناك أى مساعدة من الخارج؛ فى الحقيقة، دعمت الكتير من الدول الأوروبية الحرب الروسية، طالما أنها لم تقترب كثيراً من القسطنطينية. و بعد عشرة أشهر ونصف الشهر من انتهاء الحرب، انتهى عصر الهيمنة العثمانية على البلقان. وفى البلقان، تمكن الجيش الروسي، بعد عبور نهر الدانوب، من الاستيلاء على ممر شيبكا . استسلم الجيش التركى بقيادة عثمان نورى باشا لبليفنا بعد صراع عنيد. بعد ذلك، عبر الجيش الروسى جبال البلقان، و اتعلبالقوات التركية المتبقية، ووصل لمشارف القسطنطينية. وفى القوقاز، صد الجيش التركى الهجوم الروسي، لكن بعد هزيمته فى معركة ألادجا ، تراجع لأرضروم ، وبعدها استولى الروس على قارص . وعلى البحر الأسود، كان للأسطول العثمانى ميزة هائلة، لأن أسطول البحر الأسود الروسى لم يتعاف بعد من حرب القرم. ورغم ذلك، الأعمال العدائية على البحر الأسود فى دى الحرب ما كانتش ذات أهمية.
رد على القرب الروسى من المضايق، تدخل البريطانيين فى الحرب، ضد رغبات السلطان الجديد عبد الحميد التانى . دخلت قوة مهام كبيرة تمثل التفوق البحرى البريطانى مضيق مرمرة ورسوت فى مرمى البصر من قصر دولما بهجة والجيش الروسي. ونظراً لاحتمال دخول بريطانيا فى الحرب، قرر الروس تسوية النزاع. منحت معاهدة سان ستيفانو رومانيا والجبل الأسود استقلالهما، وحصلت صيربيا وروسيا على أراضٍ إضافية، ومنحت النمسا والمجر السيطرة على البوسنة ، ومنحت بلغاريا استقلالها شبه الكامل. و كان أمل السلطان هو أن تعارض القوى العظمى التانيه زى ده القرار الأحادى الجانب، ويتم عقد مؤتمر لمراجعته. و بقا أمله حقيقة، و سنة 1878 انعقد مؤتمر برلين حيث وعدت ألمانيا بأن تكون "وسيطاً نزيهاً" فى مراجعة المعاهدة. وبموجب المعاهدة الجديدة تم تقليص مساحة الأراضى البلغارية و إلغاء تعويضات الحرب. كما أضر المؤتمر تانى بالعلاقات الأنجلو عثمانية من خلال منح البريطانيين جزيرة قبرص . رغم انزعاجه من رئيس الوزراء البريطانى بنيامين دزرائيلى ، لكن السلطان ماكانش عنده سوى الثناء على أوتو فون بسمارك اللى أجبر روسيا على تقديم الكتير من التنازلات الكبرى. فضلت دى العلاقات الألمانية العثمانية الوثيقة قائمة لحد نهاية الإمبراطوريتين.
التوسع الروسى فى القرن ده تطور تحت عنوان رئيسى و هو دعم استقلال المقاطعات العثمانية السابقة ومن بعدين إخضاع كل الشعوب السلافية فى البلقان لبلغاريا أو استخدام الأرمن فى الشرقو ده مهد الطريق لذلك. وفى نهاية القرن، من المنظور الروسي، تم تحقيق الاستقلال لرومانيا وصيربيا والجبل الأسود وبلغاريا. وده ما أثار قلق القوى العظمى . بعد مؤتمر برلين تم السيطرة على التوسع الروسى من خلال وقف التوسع البلغاري. وشعر الرأى العام الروسى أنه فى نهاية مؤتمر برلين مات آلاف الجنود الروس علشان لا شيء.
القوقاز
[تعديل]خلال الانتفاضة اليونانية، الإمبراطورية الروسية وصلت الحدود العثمانية فى القوقاز ، اللى كانت فى الجنوب الغربى من المنطقة، كمان شمال شرق الأناضول . وبموجب شروط معاهدة أدرنة ، اعترفت الإمبراطورية العثمانية بالسيادة الروسية على غرب جورجيا ، اللى كانت فى السابق تحت السيادة العثمانية، و اعترفت بالسيطرة الروسية على ارمينيا دلوقتى ، اللى احتلها الروس قبل عام (1828) من إيران القاجارية من خلال معاهدة تركمانشاى .[18] بعد حرب 1877-1878، روسيا كمان اخدت قارس و أرداهان .
نهاية الإمبراطوريتين العثمانية والروسية (1914-1923)
[تعديل]خلال الأشهر الأولى من الحرب العالمية الأولى ، كانت قارص هدف عسكرى رئيسى للجيش العثماني. كان أنور باشا، اللى دفع الإمبراطورية العثمانية لالحرب العالمية الأولى، فى حاجة لالانتصار على الروس للدفاع عن منصبه. جمع جيشًا على الحدود الشرقية. تعرض الجيش تحت قيادة أنور لهزيمة ساحقة فى معركة ساريكاميش فى 2 يناير 1915 ضد نيكولاى يودينيتش . كانت دى الهزيمة بسبب الطقس الشتوى وسوء التخطيط، خاصة و أن الروس كانو يستعدون بالفعل لإخلاء قارص. مع خسارة الجيش الشرقي، انهارت الدفاعات العثمانية مع المزيد من المعارك الصغيرة ونجح الجيش الروسى فى التقدم لأقصى الغرب لحد إرزينجان .[18] وتعرض الجيش العثمانى لهزيمة ثقيلة تانيه فى معركة أرضروم سنة 1916، وبعدها استولى الجيش الروسى على كامل ارمينيا الغربية . بعد حملة سنة 1916، فضلت الجبهة مستقرة لحد الثورة الروسية . انهيار الجيش الروسى بعد ثورة 1917 اتسبب فى ترك وحدات أرمينية قليلة العدد بس لمقاومة الهجوم العثمانى المضاد الحتمي. سيطرت جمهورية ارمينيا الأولى المعلنة جديد على مدينة قارس فى ابريل 1918. وفى مارس من نفس السنه ، اتأسست بلدية باكو فى جمهورية أذربيجان الديمقراطية . البلدية بقت بعدين دكتاتورية وسط بحر قزوين ، اللى غزاها بدورها الجيش الإسلامى العثمانى فى القوقاز ، بعدين بعد فترة وجيزة على ايد الوفاق الثلاثى و أخيراً البلاشفة . و وصلت الهزيمة على جبهات تانيه لاستسلام الإمبراطورية العثمانية وسحب قواتها. انتهى الأمر بكل من الجمهوريتين الأرمنية والأذربيجانية لأن تصبحا جزء من الاتحاد السوفييتى سنة 1920.[18] تم تحديد الحدود السوفيتية التركية حسب معاهدة موسكو (1921) .
شوف كمان
[تعديل]- الحروب العثمانية فى أوروبا
- معركة ساريكاميش
- حرب القوقاز
- خانية القرم
- غارات العبيد فى شبه جزيرة القرم ونوجاى فى اوروبا الشرقية
- السياسة الخارجية للإمبراطورية الروسية
- الصراعات الصيربية العثمانية
- العلاقات الروسية التركية
- الفتح الروسى للقوقاز
- الحروب الروسية القرمية
- الحروب الروسية الفارسية
ملحوظات
[تعديل]- ↑ 44,427+ in battles
مصادر
[تعديل]- ↑ Zayonchkovski, Аndrey (2002). Восточная война 1853-1856 [The Eastern War of 1853-1856] (in الروسية). St. Petersburg: Piter. ISBN 978-5-89173-159-2.
- ↑ أ ب #List of conflicts
- ↑ أ ب Dowling T. C. Russia at War: From the Mongol Conquest to Afghanistan, Chechnya, and Beyond.
- ↑ "Military Transformation in the Ottoman Empire and Russia, 1500–1800". Kritika: Explorations in Russian and Eurasian History. 12 (2). Slavica Publishers: 281–319. 2011. doi:10.1353/kri.2011.0018. ISSN 1538-5000.
- ↑ "The Question of Ottoman Decline". Harvard Middle East and Islamic Review. 4 (1–2). 1999.
- ↑ "Ottoman Historiography and the Literature of Decline of the Sixteenth and Seventeenth Centuries". Journal of Asian History. 22 (1). Harrassowitz Verlag: 52–77. 1988.
- ↑ Martin, Janet (1996).
- ↑ Флоря Б.
- ↑ المرجع غلط: اكتب عنوان المرجع فى النُص بين علامة الفتح
<ref>
وعلامة الافل</ref>
فى المرجعIngrao
- ↑ "Nemirov Congress of 1737". The Free Dictionary. Farlex, Inc. Retrieved 27 May 2018.
- ↑ Brian L. Davies, The Russo-Turkish War, 1768-1774: Catherine II and the Ottoman Empire (Bloomsbury, 2016).
- ↑ О устройстве новых укреплений по границам Екатеринославской губернии
- ↑ Lord Kinross, 'The Ottoman Centuries', p. 397
- ↑ "Battle of Çeşme". Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica. Retrieved 28 May 2018.
- ↑ "Treaty of Küçük Kaynarca". Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica. Retrieved 28 May 2018.
- ↑ Gábor Ágoston, "Military transformation in the Ottoman Empire and Russia, 1500–1800." Kritika 12.2 (2011) p. 319.
- ↑ Woodhead, Christine (2008). "New Views on Ottoman History, 1453–1839". The English Historical Review. 123. Oxford University Press: 983.
the Ottomans were able largely to maintain military parity until taken by surprise both on land and at sea in the Russian war from 1768 to 1774.
- ↑ أ ب ت ث David R. Stone, A Military History of Russia: From Ivan the Terrible to the War in Chechnya (Greenwood Publishing, 2006)
- ↑ "Crimean War". Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica. Retrieved 28 May 2018.
- ↑ Genocide and gross human rights violations: in comparative perspective, Kurt Jonassohn, 1999, p.210
- ↑ "Schuyler's Preliminary Report on the Moslem Atrocities", published with the letters by Januarius MacGahan, London, 1876.
- ↑ Quataert, Donald.
- ↑ Millman, Richard.
- ↑ Bulgarian Horrors and the Question of the East, 5 September 1876