منتدى تحالف الحضارات: "متحدون في السلام - استعادة الثقة وإعادة تشكيل المستقبل"
افتتح تحالف الأمم المتحدة للحضارات منتداه العالمي العاشر في مدينة كاشكايش البرتغالية، بحضور رؤساء دول ووفود ومجموعات من المجتمع المدني تمثل أكثر من 100 دولة. وشهد المنتدى اعتماد إعلان طموح واستضافة سلسلة من النقاشات التي ركزت على تعزيز التفاهم بين الثقافات والأديان.
يُعقد المنتدى العالمي هذا العام تحت شعار "متحدون في السلام: استعادة الثقة وإعادة تشكيل المستقبل". وخلال الافتتاح، شكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حكومة البرتغال على استضافتها الكريمة للمنتدى. وقال الأمين العام وهو مواطن برتغالي: "مع المخاطرة بأن أكون متحيزا بعض الشيء، أود أن أثني على اختيار عقد هذا المنتدى في بلدي وفي مدينة كاشكايش الجميلة".
وأكد الأمين العام أن المنتدى يمثل تذكيرا بأنه حتى في أوقات عدم اليقين، فإن العالم يمكن أن يكون أكثر اتحادا. وأضاف: "في هذه الأوقات المضطربة، قد يعتقد البعض أن الاختلافات يجب أن تحدد هويتنا، لكن الحقيقة أن أقوى قوة هي الاعتراف بأننا متحدون بمصيرنا المشترك أكثر مما تفرقنا هوياتنا المميزة. وهذا هو جوهر الأمم المتحدة وسبب وجود تحالف الحضارات. دعونا نقف معا بإيماننا المشترك بالإنسانية".
وقبل الافتتاح الرسمي، شهد أمس فعالية مميزة تمثلت في عقد منتدى الشباب، حيث اجتمع أكثر من 150 وفدا من الشباب في القلعة التاريخية فورت دي ساو جوليان دا بارا التي تعود إلى القرن السادس عشر.
وخلال الجلسة الافتتاحية، شجع الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس، الشباب على أن يكونوا "جيل الجسر" الذي يعمل على خلق مستقبل أفضل. وأشار إلى التحديات الراهنة، مثل النزاعات، والتغير المناخي، وانتشار المعلومات المضللة، داعيا الشباب إلى أن يكونوا قادة في مواجهة هذه القضايا.
وفي نفس اليوم، شهد المنتدى مهرجان أفلام الشباب PLURAL+ في مركز مؤتمرات استوريل، حيث تم تكريم 32 فيلما تناولت موضوعات مثل الهجرة، والتنوع الثقافي، والإدماج، وشارك في إنتاجها شباب من جميع أنحاء العالم.
وفي افتتاح المنتدى العالمي، أشاد الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا بتاريخ بلاده وشعبها، قائلا: "ما يجعلنا عظماء حقا هو شتاتنا العالمي المكون من أشخاص ودودين ومتسامحين، يجعلون البرتغال جسرا فريدا بين المحيطات والأمم".
في اجتماع مجموعة الأصدقاء رفيع المستوى الذي عقد لاحقا، انضم إلى الأمين العام للأمم المتحدة وزير الشؤون الخارجية البرتغالي باولو رانجيل، والممثل السامي ميغيل أنخيل موراتينوس، وممثلون عن إسبانيا وتركيا، مؤسسي التحالف.
وأكد الأمين العام على أهمية مواجهة موجة الكراهية المتزايدة وشدد على ضرورة تقديم دعم إضافي لصندوق التبرعات التابع للتحالف لضمان استدامة جهوده الحيوية.
ومن المقرر أن يعقد المنتدى العالمي المقبل لتحالف الأمم المتحدة للحضارات في المملكة العربية السعودية عام 2026.