الأمم المتحدة تبدي القلق البالغ بشأن التدهور السريع للوضع الأمني والإنساني في غزة
أعرب مهند هادي نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط عن القلق البالغ بشأن التدهور السريع للأمن والوضع الإنساني في قطاع غزة. وقال إن المدنيين يدفعون ثمن استمرار تبادل إطلاق النار بين الأطراف.
هادي الذي يشغل أيضا منصب منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، أشار إلى وقوع عدة ضربات بأنحاء قطاع غزة أدت إلى مقتل العشرات وإصابة الكثيرين وفق التقارير من بينهم نساء وأطفال. وقال في بيان صحفي إن مثل تلك الحوادث تعد تذكرة أخرى بالتكلفة البشرية التي لا تطاق للصراع.
وأبدى مهند هادي القلق أيضا بشأن انعدام الأمن في غزة والتأثير السلبي لذلك على قوافل الأمم المتحدة. وقال: "في الحادي عشر من كانون الأول/ديسمبر تعرضت قافلة مكونة من 70 شاحنة من معبر كرم أبو سالم لهجوم عنيف من اللصوص مما أدى إلى خسارة كل إمدادات الغذاء والمساعدات تقريبا. وفي نفس الوقت تقريبا تعرضت قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي لإطلاق النار وهي تغادر معبر كيسوفيم".
وأضاف هادي أن الهجمات على العمليات الإنسانية يمكن تجنبها، وقال: "في وقت سابق من هذا الأسبوع، وعبر اتفاق إسرائيلي يسمح لنا باستخدام معبر فيلادلفيا، قامت قافلة أممية مشتركة بتوصيل مواد غذائية تمس الحاجة إليها إلى نحو 200 ألف شخص في جنوب ووسط قطاع غزة".
وأكد المسؤول الأممي مواصلة الالتزام بدعم سكان غزة والعمل على مدار الساعة لتوصيل المساعدات الضرورية إلى الأسر التي تفتقر إلى كل شيء بعد 14 شهرا من الحرب. وقال إن الأمم المتحدة ثابتة في التزامها بدعم جهود الوقف الفوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن.
وشدد على ضرورة العمل بشكل عاجل لإنهاء الفظائع ومعالجة الأسباب الكامنة للصراع وحماية أرواح وكرامة جميع شعوب المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الأمم المتحدة وشركاءها حاولوا منذ السادس من أكتوبر تنسيق وصول 137 بعثة إلى أجزاء من شمال غزة، وإن 90% منها قوبلت بالرفض. وقد تمت الموافقة على 13 بعثة لكنها قابلت عراقيل بعد ذلك خلال الطريق.
ومنذ يوم الاثنين قدمت الأمم المتحدة 16 طلبا، أي ما بين ثلاثة وخمسة يوميا، لإرسال البعثات الإنسانية وقد قوبلت جميعها تقريبا بالرفض. والبعثة الوحيدة التي حصلت على الضوء الأخضر، مُنعت من التحرك إلى جميع المناطق التي سعت إلى الوصول إليها.
وشدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على ضرورة تيسير جميع التحركات الإنسانية بأنحاء غزة بما في ذلك إلى مناطق في الشمال يواجه فيها آلاف الفلسطينيين ظروفا مروعة بعد ما يقرب من 10 أسابيع من الحصار.